يحكى أنّ طفلا إسمه أحمد ، كأنّ يعيش مع والديه في إحدى قرى الريف المحايدة للغابة و كأنّ الفاصل بينهما نهر صغير به حجارة ضخمة ، وفي أحد الأيام وبينما أحمد يلعب وحيدا بمحادات النهر ، لمح شيأ صغيرا يتحرك ، فأخده الفضول وبدأ يقفز من حجرة لأخرى إلى أنّ وصل إلى الضّفة الأخرى من النهر ، فوجد عصفورا صغيرّا ولكنّه جريح يتخبّط من الألم ، فحمله بين ذراعيه بحذر واحتضنه و عاد إلى المنزل راكضا و هو ينادي أمي .....أمي.....أمي .......لقد وجدت عصفورا جريحا هل بإمكأنّنا معالجته .
سارعت الأم وأتت بعلبة الدواء وقامت بتضميد جراحه ، وقام أحمد بإطعامه يوميا وكأنّ ينام بجأنّبه ويسهر على راحته ، وكأنّة حالة الطير تتحسن يوما بيوم إلى أنّ تماتل إلى الشفاء بعد شهر من العناية المتواصلة له من طرف أحمد .
وحين لاحظ أحمد أنّ الطير بدأ يحرك جناحيه عرف أنّ ساعة الفراق قريبة ، فتملكه الحزن و الكآبة ، وهنا لاحظة أمه ذلك فأقنعته أنّ حياة العصفور في حريته وأنّ القفص سجن بالنسبة له تم سألته هل يرضى أن يعيش صديقه أسيرا بين قضبان من حديد .
ابتسم أحمد وقال العصفور صديقي إذن سأطلق عليه إسما جميلا يبقى بيننا ذكرى حين نفترق ، فكر لوهلة تم صرخ إسمك جوجو .
حل الظلام وكانت هذه آخر ليلة ينام أحمد رفقة صديقه جوجو ، وفي الصباح الباكر إستيقظ أحمد وحمل جوجو بين ذراعيه ، وبدأ يمسح بيديه على ريش صديقه بكل حب و حنان ، وخرج أحمد من البيت متوجها إلى النهر وعندما وصل قبل صديقه و رفع يديه إلى السماء وفتحهما وقال لجوجو طر حلّق في السماء ، هنا إنطلق جوجو محلقا وهو يغرد لأول مرة مند أن وجده أحمد جريحا ، وبدأ يحوم حوله وكأنّه يشكره تارة ويودعه تارة أخرى
و أحمد ينظر إليه والدموع في عينيه اختلط معناها بين حزن الفراق وبين فرحة شفاء صديقه وعودته لحياته الطبيعية .
وبعد مرور بعض الدقائق أنطلق جوجو إلى الغابة مبتعدا عن أحمد .
عاد أحمد إلى المنزل حزينا ، و حين حلّ الظلام كانت هذه أول ليلة ينام فيها وحيدا مند عتوره على جوجو .
ومرّت الأيّام و أحمد كلّ صباح يذهب إلى النهر علّه يلاقي جوجو ، لكن بدون جدوى ، وحين إشتد عليه الشوق قرر أن يذهب للبحت عن صديقه في الغابة ، وبدون أن يفكّر في عواقب الامور ، قطع النهر وتوجه إلى الغابة وهو ينادي جوجو ....جوجو...جوجو.....
لكن دون جدوى ، وحين شعر أحمد بأنّه توغل كتيرا في الغابة قرر العود ة إلى المنزل وهو عائد وجد أمامه طريقان متشابهان ، فلم يدري من أيّهما يمر ، عندئد أدرك أنّه ضاع وسط الغابة عندها شعر بالخوف و الرّعب .
ومن الخوف جلس قرب شجرة وبدأ يصرخ جوجو ...جوجو...أنقدني ...جوجو ...أحتاج مساعدتك .... لكن دون جدوى مرّت الدقائق و فقد أحمد الأمل من صديقه ، وهنا شعر بشيِِ يقفز بين أغصان الشجرة إذا به يرى صديقه جوجو ، شعر أحمد بالسّعادة أنسته خوفه لكن جوجو لم يكن وحيدا بل كانت معه
عصفورة جميلة تم إنضّم لهما عصفوران صغيران هذه هي عائلة جوجو .حلّق جوجو في السماء و هو يغرّد ويحوم فوق أحمد هنا قفز وبدأ يتبع فيه إلى أن وصل إلى ضفة النّهر ، إلتفت أحمد إلى صديقه وشكره وودعه وعاد إلى المنزل راكضا .
ومن لحضة وصوله إلى المنزل بدأ يحكي لأمّه ما جرى له ، فاحتضنته وابتسمت خفية كأنّها لم تصدقه وقالت بينها وبين نفسها حت في الأحلام ترى صديقك ، يا لك من صديق وفي .
ومند ذلك الوقت أصبحت حكاية أحمد وجوجو أسطورة تقصها الجدّات لأحفادها ، والأمهات لأولادها قبل النوم .
النهاية ....
انشاء الله تنال اعجاب البراءة